الخميس، 10 مارس 2011

وراء الفردوس - منصورة عز الدين

أعترف أنني لم أفهم المغزي من الرواية، فهي تحتاج بالتأكيد لقراءة ثانية، أكثر تعمقاً..لكنها بالتأكيد قطعة أدبية فريدة، مليئة بإبحار ثري في عوالم الهلاوس و الأحلام و الأشباح. ممتعة كقراءة أدبية، و لكن يشوبها بعض التشويش قليلاً، خاصة مع تعدد الشخصيات إلي حد عدم القدرة علي متابعة الخيط أحياناً. 
تمتاز المؤلفة بأنتمائها للمدرسة الكلاسيكية في عقيدة الروائيين المصريين، و التي توصي بأن "تكتب عن ما تعرفه"، لهذا نجد التناول ملئ بالتفاصيل الشخصية، المُضاف إليها بالطبع الكثير من التحوير الضروري، لتصير (وراء الفردوس) درجة أخري في سلم التسلق الذاتي (البحث في أعماق الذات) الذي تمتطيه المؤلفة منذ روايتها الأولي (متاهة مريم). 
برغم أن الرواية تتحدث عن الماضي أكثر من الحاضر، و تُسرف كثيراً في سرد الخلفيات التاريخية للشخصيات، بل أنها كلها عبارة عن استطراد سلس بين دفتي حدثين رئيسين في أول صفحتين، و في أخر صفحتين. و ربما كان هذا جزءاً من السلم الذاتي كما قلت، قد تعقبها رواية أخري تستكمل الحاضر، و تفتح المستقبل. الحدث الأخير في أخر صفحتين هو ما أضاف للرواية قيمة كبيرة بنظري، و جعلني أعيد النظر في الأحداث كلها من البداية في ضوء المعطي الجديد في أخر سطر، بل و فكرت في مراسلة المؤلفة من أجل سؤالها حول هذه النقطة. 
لاشك أن الكتابة بديعة، و أن أثر الرواية في النفس جميل، لديها تلك القدرة العبقرية علي التنقل بين الشخصيات و الأحداث بسلاسة دون أن تشعر، حتي أني أري الرواية كلها قطعة واحدة، لا تحتاج لتقسيم الفصول، الذي لم ألحظه مع التدفق السردي السلس.  


هذه فقرة من الرواية : 
"لم يكن ذنب سلمي أن وعيها كطفلة تفتح في الثمانينات، هي مجرد مصادفة تاريخية بحتة أن يولد شخص ما في النصف الثاني من السبعينات، ليعيش معظم سنوات طفولته في واحد من أكثر العقود بلادة. 
ليس ذنبها بالتأكيد، إلا أنه مشكلتها الكبري علي الرغم من ذلك.
ماذا تتوقعون من طفلة الثمانينات تلك؟ هناك لم يكن إنترنت، ولا بلاي ستيشن، كيف يمكن لأحدهم أن يعيش بلا محرك البحث جوجل أو قناتي ديزني و سبيس تون؟! ثم كيف نثق في حكمه علي العالم و الأشياء؟! لم يكن هناك سوي الأتاري الذي يحضرها هشام معه في زياراته لأبيه كل صيف، و إعلانات طارق نور، الخطط الخمسية المزعومة، الكلام المتواصل عن البنية التحتية، مسلسلات "أبو العلا البشري"، "الشهد و الدموع"، و "يا أهلا بالسكان"، و الهوس بعام 2000 كأنما سيأتي ليغير كل شئ، و يمنحنا حياة أخري جديدة علي طريقة "انسف حمامك القديم".

ريفيو للرواية علي مدونة متخصصة في مراجعات الكتب، وجدته بعد أن كتبت البوست فأحببت أن أشاركه معكم..خاصة أن رأي الكاتب مختلف عن رأيي قليلاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق