السبت، 8 يناير 2011

خادم المسجد..مُلحد !

اليوم أحكي عن قصة غريبة. خادم مسجدنا : مُلحد! 
بدأت مُلاحظة الأمر منذ الصغر، و لكني لم أكن أفهم معناه..فكنت أراه في رمضان يشرب سيجارة، و هو جالس علي الرصيف، أو علي مقعد أمام مدخل القهوة -نصف المغلق- المقابلة لمسجدنا.
في رمضان التالي شاهدته خلسة، يشرب شاي خلف سيارة مركونة أمام رصيف عمارتنا. 
سألت أبـي وقتها، فلم يعر الأمر انتباها و كذّبني. 
الان..افهم! عم مصطفي مُلحد!
ليست لدي مشكلة فهو حر، و لكني أعتقد ان الفكرة ساخرة جداً إلي حد الإهلاك ضحكاً..فأغرب وظيفة يمكن لملحد ان يحصل عليها في مصر هي (خادم مسجد)! 
و للغرابة فهو بارع تماماً في أدائها..فيؤذن بأحتراف لإقامة الصلوات الخمس..و في صلاة الجمعة و الأعياد يفرش الحصير الإضافية للمُصلين. و عندما يكون الميكروفون معطلاً، فأنه ينضم للصلاه قائماً بدور محطة التقوية لينقل الصوت من الأمام إلي الخلف!
و إذا غاب فأن الأمور تتعطل في المسجد، ولا نجد من يقوم بدوره..لنعرف كم هو مهم. 
اكتشفت ان معظم الناس تعرف..طبعاً، فهذا شئ لا يظل في الخفاء طويلاً..و أهل منطقتنا يحبون السخرية فيداعبونه في الرايحة و الجاية، و هو لا يسكت..فلسانه لاذع، و شخصيته قوية، بل و مزاجه عالـي أيضاً!..منطقة جلوسه المفضلة أسفل شرفتي بالضبط، حيث يتسلل إليّ صوته في الصباح يغني نشاذاً، و بأستمتاع!..أو يتناقش بحدة مع اخرين حول مباريات الكرة. 
سيظل معلماً من معالم المنطقة بغرابته و مزاجه الخاص، و بوظيفته التي يقوم بها منذ سنوات طوااااااال. و بشخصيته التي تنفع في قصة.

إضافة : ربما لا يكون ملحداً بالمعني الفلسفي الكامل للفكرة، لكن الناس تعبث معه و تناديه بالملحد أو الكافر، لكنه قد يكون فقط غير ملتزم. 

هناك تعليقان (2):

  1. عادى هتلائى من دة كتير بس مش ملحد ممكن ميكنش بيتبع التعاليم بس

    ردحذف
  2. هذه هي روح مصر الجميلة...رجاء لا تفقدوها.

    ردحذف