بمناسبة عيد ميلادي الـ22 طلبت هديتي من أمـي كتاب (روايـة) INSOMNIA لستيفن كنج، ثمنها 48 جنيه، فقالت لي بلهجة وعظية : "يا ابني اشتري لك حاجة تنفعك، بلوفر ولا جزمـة" !
أنا أصُر دومـاً علي جرح مشاعرهم، و ذلك بالأهتمام بهذه الأشياء التافهة -الفن و الأدب- التي لا تؤكل عيش، ولا تملي العين. هي معها حق فعلاً فأنا بحاجه لملابس جديدة، لكني أكـره تسوق الملابس، و أعتبره وقت عظيم ضائع، و مهاترة مع باعة لا يضعون أسعار علي القطع، من أجل تحقيق أقصي استغلال ممكن من الزبون.
في الدقائق الأولي من العام الجديد تساءلت علي تويتر عن أول خبر في السنة الجديدة. لأفاجأ بعدها بدقائق قليلة فقط بمأساة الإسكندريـة، و سقوط 21 قتيل حتي الان. إن عقلية أصغر كاتب بوليسي كانت تستطيع توقع مثل هذا الحادث. و في مثل هذا التوقيت بالذات. أنا شخصياً كنت ساهـراً في انتظار ما يمكن أن يحدث، بأعتبارها ليلة رأس السنة الأخيرة قبل 2012. عـام التغيرات المناخية المُخيف بحسب وكالة ناسـا.
لا يمكنني أن أدعـي أن بمقدرتي فعل شئ. لهذا لا ارسم دور البطولة بتحديثات الحالة، أو تغيير صورة حسابات الشبكات الأجتماعية، أو الصخب علي تويتـر -الذي أفُضل الأبتعاد عنه في هذه المناسبات- و غيرها من مفردات الحياة الإلكترونية التي يحياها شباب الطبقة الوسطي الان كما تنبأ شون باركـر من قبل. يمكنني فقط أن أمارس المزيد من الأنغماس في عوالمـي/ الأنعزال عن عوالمهم. لن أكـون ضحية غضب منزلي لأموت كمداً (فطيس). مشاركتي الحقيقية ستكون يوم تنتهي روايتـي.
لهـذا فسأمارس المزيد من هذا الأنغماس خلال الفترة القادمـة، و من خلال المدونة. مع كل شهيد يسقط، سأكتب عن كتاب. مع كل رصاصة أو قنبلة غادرة، سأدون عن فنان. كفلسفتي في المقاومـة بالأرتقـاء بالروح و الأحساس.
الجو صار مُلبداً بشدة..راعوا أنفسكم جيداً.
كل سنة و أنت طيب. شكراً.
انت جامد يا ابو حميد
ردحذف