مشكلتنا الكـبري كشعب لا يقرأ، اننا لن نستطع قهر ديكتاتوريتنا الشخصية. إيماننا بـأسطورتنا الذاتية المتنامـي (للغرابة) مع ارتفاع معدلات الجهل و الفقر يمثل مؤشر جيد للتعبير عن الشخصية المصرية الجديدة ذات الصبغة الناصرية القميئة، و المحملة بتلك الأزدواجية المريضة التي صارت عادة غير مرئية من فداحة انتشارها (أنا أطبق القانون علي الاخرين..القانون لا يُطبق علي).
و علي ذكـر الناصرية التي تطل برأسها غير مدعوة في كل مناقشة حول شئون المصريين، فقد تعلم المصريون منها كيف يصيرون عباقرة فقط بمجرد أن يتقلدوا المناصب، و كأن كل مؤشرات عقلك، و خبراتك، و ثقافتك، و علمك تقفز دفعة واحدة بمجرد أن تصير وزير أو مسئول أو صاحب قرار من أي نوع. فتنسي ما يسمي (الأستعانة بالخيراء)..و تتصور انك آله لا يُخطئ، و قراراتك هي أصوب ما في الكون. و تسطير عليك نزعتك الفردية الأنانية المدفوعة بأسطورة "الأسطورة الذاتية" المزروعة في أعماقك كشريحة إلكترونية تنتظر تفعيلها..فتبدأ في التخريب متصوراً أنك المُصلح و البطل الأول.
هل نستطيع تمييز الفارق بين الثلاثة؟..مصدر الصورة |
موضوعي الأساسي في هذا المقال هو النظام البيئي الذي كان يدور في القاهرة منذ حوالي خمس سنوات تقريباًَ، و الذي كان يعتبر من أكفأ/أبسط نظم التدوير عالميـاً.
الدائرة (كانت) تسير كالتالي..
جامع القمامة يمر علي البيوت لجمع أكياس القمامـة..(دليفري)..يجمعها علي عربة الكارو. ثم يخرج بها في مكان بعيد خارج المدينة، حيث يبيعها بالكيلو إلي المعلم.
المعلم يستلم الشحنة ليمررها إلي صبيانه، الذين يكونون فريق فرز من طراز فريد..يقومون بفرز القمامة إلي عدة أصناف (زجاج، حديد، ورق، بلاستيك، قماش..إلخ..)
الأصناف المختلفة بعد فرزها يتم بيعها للمصانع و الجهات المختلفة المهتمة بالحصول عليها..كل شئ يتم إعادة تدويره هناك.
ما يتبقي من القمامة غير القابل للتصنيف، يتم بيعه لحظائر الخنازير (لا شئ يبقي).
الخنازير تلتهم البقايا. تحرقها. تفرزها. يتم جمع إفرازات الخنازير لبيعها كسماد غالي الثمن و القيمة.
لا شئ يبقي..كل شئ يتم إعادة تدويره و تشغيله من جديد.
كان هذا النظام البيئي يحمي القاهرة من التلوث المباشر، و من قذارة الشوارع التي نعيش فيها حالياً. لا أحتاج أن أكرر بغضب : (دليفري)..كانت القمامة تُجمع (دليفري). لكن هناك دوماًَ شخص ما جاء ليعتقد فجأة انه أهم و أروع من كل علماء البيئة، و من كل مهندسي تخطيط البنية الأساسية ليفسد هذا النظام، من أوله لأخره. لنعيش في قذارة دائمة، و لتصبح مقالب القمامة علي النواصي و أمام الساحات مشهداً مألوفاً، ولاند مارك مميز للعمران الحديث في القاهرة. و مادة سخرية لتصريحات معادية تحمل معاني ملتوية.
المزيد من هذه الأفكار المستندة علي دراسات علمية في الروايـة التي أعمل عليها حالياً.
والله عندك حق يا مجدى البلد بأت مزبلة
ردحذفملهاش علاقه بالعبقريه ليها علاقه بالسرقه
ردحذفاقتصاد بحالة مبني علي الزباله وفجأة وصل واحد متخلف قالك ليه منستفيدش منه ونقطع عيش الناس التانيه
الله يخرب بيوتهم