الثلاثاء، 4 يناير 2011

قصة جمال حمدان، و تحميل كتاب (شخصية مصر: دراسة في عبقرية المكان)

هو واحد من أبطالي في الحياة. العبقري الذي اعتزل المجتمع و الناس، و اعتكف في شقته الصغيرة بالدقي متفرغاً للقراءة و الكتابة.
الكثير من الغموض حول طريقه وفـاته..حول مسودات كتابه الأخير "اليهود و الصهيونية و بنو إسرائيل" المختفية..حول حياة الزهد و التقشف في سنواته الأخيرة. 

بحسب هوامش التوثيق في رواية "أمريكانلي- صنع الله ابراهيم" فإن جمال حمدان هو : 
" أستاذ الجغرافيا البشرية المصري المعروف (1928-1993). درس في الجامعة المصرية 42-48، و حصل علي الدكتوراه من بريطانيا (1953) في سن الخامسة و العشرين. و التحق بهيئة التدريس بكلية الأداب جامعة القاهرة. استقال منها عام 1963 احتجاجاً علي عدم ترقيته إلي الأستاذية. و عكف علي كتابه الموسوعي الشهير "شخصية مصر : دراسة في عبقرية المكان" فأنجزه في أربع مجلدات و 3500 صفحة معتمداً علي ألف مرجع في أربع لغات. 
اعتزل المؤسسة السياسية و الزواج و الأسرة و الأصدقاء، ثم المجتمع كله بعد زيارة السادات للقدس عام 1978، و التنازلات التي قدمها. و انقطع للكتابة محروما من معاشه و رافضاً اي معاش استثنائي أو عملاً شكليا. بلغ عدد كتبه ( التي كان يصر علي تصميم أغلفتها بنفسه) 25 كتاباً في جغرافية المدن و العالم العربي و الفكر السياسي.
و في يوم من شهر أبريل 1993 أحضر له بواب العمارة التي يسكنها في الدقي عدة كراسات بيضاء، و علبة سجائر محلية و بضع زجاجات مياه غازية. و بعد ساعات قليلة دوي صوت انفجار في شقته و اقتحمها البواب ليجده ملقي فوق أرض المطبخ و قد تفحم نصفه الأسفل تماماً إثر انفجار أنبوبة البوتاجاز. و كان المطبخ يضم مائدة خشبية صغيرة متهالكة مغطاه بصحيفة و فوقها طبقان من البلاستيك، و هون خشبي و صحن من الألومنيوم. و تألفت غرفة النوم من دولاب متهالك و سرير و طاولة مختفية تحت ركام الكتب و عدة حقائب جلدية كبيرة قديمة، و صورة فتاة شقراء كان علي علاقة بها أثناء بعثته في انجلترا و راديو ترانزستور. و لم يكن بالمسكن تليفون أو تليفزيون. "

حتي الان لا يحصل حمدان علي التقدير الذي لا يستحقه أكاديمياً..فكتبه في جغرافيا المدن، و التي تعتبر مبادئ و أساسيات علم تخطيط المدن، و مدخل للتخطيط الإقليمي لا تُقرر كقراءات في الكلية، برغم انه من المفروض ان يطلع عليها كل دارس للتخطيط العمراني. 
لهذا أضع هنا لينكات كتاب "شخصية مصر : دراسة في عبقرية المكان" المجلدات الأربعة..يجب أن نقرأها نحن، و نستفيد بها.  أرجوكم لا تتخرجوا في كليات الهندسة و التخطيط و الجغرافيا قبل ان تتطلعوا علي هذه المجلدات. و هي مكتوبة بطريقة مثيرة أدبياً، و ليست مراجع علمية جامدة ليس بها روح.

لست أدري سر سخرية أساتذة التخطيط من الجغرافيين علي طول الخط..علي الأقل كتاب "شخصية مصر" لم يكتبه مخطط، و إنما جغرافي ! 

اللينكات : 

اعتزل المؤسسة السياسية و الزواج و الأسرة و الأصدقاء، ثم المجتمع كله...انقطع للكتابة... 
الله يرحمك يا عبقري. 

هناك تعليق واحد: