الاثنين، 30 أغسطس 2010

2010

بعد 2010 عاماً عاشها الانسان علي الأرض لم يعد هناك شيئاً جديداً ليقال..كل شئ قيل من قبل..فُعل من قبل..اُكتشف من قبل..اُبدع من قبل. تُفكر في فكرة رواية لتجد أنها مكتوبة فعلاً، تُفكر في فكرة موقع الكتروني فريدة لتكتشف انه موجود بالفعل منذ أعوام، تحاول إبداع لحناً موسيقياً أو فيلماً سينمائياً لتجد أن أرشيف 2010 عاماً من الفن يقف أمامك كجبل، ولا يمكنك إعادة اختراع العجلة.
الأنترنت وصلت لنهايتها..كل شئ فيها مكرر، وكل موقع الكتروني له ثلاثة نسخ علي الأقل مشابهة له في الفكرة..مندوبي المبيعات النصابون في كل مكان يطالبونك بالشراء منهم، فإذا لم تشتر فلتصر واحد منهم لتفني عمرك كله في تصميم الحملات الإعلانية التي لا يشتري منها أحد.
مباريات الكرة هي هي..لا جديد ولا تطوير..الأهلي والزمالك، مصر والجزائر. ملل لا يُطاق. الأوضاع السياسية الخانقة لا تتغير..قصة "1984" تتحقق بدقة متناهية..لم نعد نعرف من نحارب، من العدو ومن الصديق..وسائل الإعلام تكذب في كل شئ، الصورة غير واضحة..كل شئ مشوش باهت، لا طعم له.
المناخ مُر كالعلقم..الحرارة لا تُطاق، والماء ينزل ساخناً من المواسير، الغبار سيغلف كل شئ لا تلمسه لمدة ثلاث دقائق. كل عنصر يتحالف مع العنصر الأخر من اجل تحقيق المؤامرة الكبري والتي تهدف إلي جعلك خاملاً تائهاً عاجزاً عن الحركة.
ولماذا تتحرك أصلاً؟ كل شئ وكل مجال هناك الالاف بل ملايين سبقوك فيه..ولكي تلحق بهم فقط عليك أن تفني عمرك كله..فمتي تحقق ذاتك؟
هنا لا تُدرك فعلاً السبب من وجودك..لماذا وُجدت في عام 2010؟..ماهو المطلوب منك بالضبط وماهو دورك؟..وماهي فائدة كينونتك ذاتها ما لم تملك من أمر نفسك شيئاً؟..
والحل؟..انسف كل شئ وابدأ من جديد..هذه فلسفة مخرب من الطراز الأول علي طريقة الجوكر في سلسلة باتمان..ولكن ما الفائدة؟..الفرار من العالم الثالث إلي عالم أخر مجهول..فنان للرسوم ثلاثية الأبعاد في بلاد بعيدة..قد تجد لنفسك ثقب إبره تعبر منه وسط شبكة (حدث من قبل) لا نهائية الإمتداد. فإن فشلت فالهروب من القاهرة هو الحل الأخير..قاهرة الكائنات العصبية التي تستنزف 90% من وقتها وطاقتها في الأنتقال من مكان لاخر. بعيداً عن الزحام قد تشرق الشمس من جديد.

هناك تعليق واحد:

  1. يا صباح الاكتئاب
    لأ وأنا اللي جاية أقرأ هروباً من شغل الماجستير اللي شايفة نه ملهوش أي 3 لازمة !

    دع عنك هذه الأفكار ، اعمل بجد فيم تفعل فقط موقناً أنك ستجازى على قدر مجهودك، ربما تتوصل إلى جديد في غفلة منك

    ردحذف