مـر وقت طويل منذ ان شاهدت فيلماً حديثاً -بأستثناء Inception- فأغلب الوقت المخصص للمشاهدة أقضيه مع المسلسلات التي تلتهم العقل التهامـاً بمواسمها الطويلة المتشابكة الجذابة..غير انني أمس أشتقت لمشاهدة فيلم درامي رومانسي جديد يعيد إلي ذكريات Serendipity و Disturbia فوقع اختياري علي Remember Me من إنتاج 2010، لأنه من بطولة البريطاني الشاب الواعد روبرت باتنسون، والأسترالية إيميلي دي رافين الشهيرة بدورها في مسلسل Lost. ولأن الكاست جذّاب جداً وبمشاركة بيرس بروسنان أيضاً فقد قررت منح الفيلم نصف ساعة ليجذب انتباهي فإن فلح فأكمله، وبمجرد ان بدء الفيلم نسيت هذا القرار أساساً وغرقت في عالم من الدراما الرومانسية الدافئة جداً، التي صنعتها قصة Will Fetters التي تدور حول علاقة الحب التي تجمع شاب يحمل نفسية مضطربة نتيجة علاقته السيئة بوالده، وتعلقه بشقيقه الأكبر الذي انتحر في سن مراهقته. وفتاة جميلة تحمل ذكري مقتل أمها امام عينيها في محطة مترو بنيويورك.
تنقل الأحداث كاميرا المخرج التليفزيوني Allen Coulter الذي يخطو بفيلمه الثاني في عالم السينما، وعبر ديكورات شديدة التميز خاصة في الشقة الصغيرة الفقيرة التي يعيش بها باتنسون مع صديقه.
هناك نقطة ما تتعلق بعلاقة باتنسون بالممثلة التي تشاركه التمثيل، فبعد كريستين ستيوات في سلسلة Twilight، والكيمياء الجميلة بينهما، تأتي إيميلي دي رافين وتكون كيمياء مشابهة بينها وبين باتنسون..هذا الفتي يؤدي أدواره بصدق جميل، وتساعده علي ذلك وسامته البريطانية ولكنته الأمريكية العادية علي عكس معظم الأوروبيين.
أكثر ما أعجبني في قصة الفيلم تركيزها علي العلاقة السيئة بين باتنسون وأبيه "بيرس بروسنان" الأمر الذي أدي إلي انفصال باتنسون، واستقلاله بنفسه بعيداً عن أبيه. وأعجبتني جداً المشاهد التي أوضحت كيف يعمل باتنسون في مخزن كتب لتوفير إيجار الشقة الصغيرة التي يسكن بها. وزاد من توضيح أبعاد شخصيته المشاهد الرائعة التي يذهب فيها باتنسون لأصطحاب اخته الصغيرة من المدرسة، او يذهب للكافيتريا التي اعتاد الإفطار فيها مع اخيه، ليكتب في مذكرته الصغيرة مستعيداً الذكريات.
تستمر الأحداث داخل هذا الإطار، فباتنسون وإيميلي علاقتهما جميلة..كل منهما لديه ندوبه الخاصة من الماضي، ولكنهما يكملان نواقص بعضهما معاً..فبدأت عند هذه اللحظة اتساءل عن عقدة الفيلم..هذا واحد من الأفلام التي ليس بها عقدة رئيسية واضحة، بقدر ما هي تصفح واستعراض لظرف حياة أبطاله في فترة ما من عمرهم..وكنت أخشي من ان تحطم النهاية الأثر الجميل للفيلم، الا ان المؤلف كان له رأي اخر تماماً، بأن اختار للنهاية صباح يوم 9 سبتمبر 2001 بالتحديد !!
ويالها من مفاجأة صادمـة عندما يتواجد باتنسون في مكتب والده وحيداً داخل برج التجارة العالمي هذا الصباح بالذات، وهو الذي لم يقض أكثر من خمس دقائق أبداً داخل مكتب والده طوال عمره..ويالها من مفاجأة عندما تنتهي الأحداث بهذا الشكل، بوفاة باتنسون في الهجوم الإرهابي علي البرج، وخسارة عائلته لولدها الثاني علي التوالي..ومع بكاء وحزن إيميلي الشديدين ومع الكاميرا التي تدور في مظاهر الدمار والخراب، وتتوقف علي مفكرة باتنسون الملقاة وسط الغبار..لنفهم عند هذه اللحظة من هو المقصود بـ Remember Me عنـوان الفيلم.
هذه النوعية من الأفلام تروق لي بشدة، وتعجبني بشكل خـاص..إنها القصة المثالية بالنسبة لي : الدراما الرومانسية الدافئة التي ترتبط بحادث كبير يتسبب في وفاة أحد الطرفين، مع خلفية من الذكريات العائلية المؤلمة، وبرود الأباء.
مع مؤلف يكتب قصته الأولي، ومخرج ليست له خبرة كبيرة في السينما، أستطيع ان أري ما حمّـس روبرت باتنسون للفيلم، وهو إدوارد كولن بطل فرانشايز ضخم هو Twilight الا ان فيلماً كهذا يستحق، وجدير بأن يشرف ملفه كممثل، علي الأقل من أجل الأبعاد الأجتماعية الغزيرة التي تمتلئ بها شخصيته، والتي أظهرت قدراته الطيبة كممثل مجتهد.
تقييمـي للفيلم 9/10..وربما ما هو أكثر.
مدونة جميله
ردحذفتفضل بزيارة مدونتي :
http://khaled-alenezi.blogspot.com/
مدونة جيدة بالنظر إلي انك تقوم بكل هذا وحدك..دوري لأدعوك لزيارة مدونتي الأخري التي تهتم بنفس المجال
ردحذفhttp://scriptation.blogspot.com/
شكرا لك يا صديق
ردحذفانه الفيلم الوحيد الذي لم استطع تخمين نهايته !
ردحذفلم اتوقع ابدا ان ينتهي هكذا ..!
نادره هذه الافلام.