السبت، 6 نوفمبر 2010

اكتئاب

من الناس من هم مثلي..مُسببات اكتئابهم غير مألوفة لباقي البشر..تخيل شخص يُصاب بالأكتئاب إلي حد إفساد يومه تماماً بسبب تقرير عالمي يدين نسبة التلوث المتوحشة في مدينته..اكتئاب بسبب الأحوال السياسية المحلية..بسبب تدني الأخلاق وانحدار مستوي الثقافة الملموس يومياً في المواصلات العامة التي أتمني بالأنتحار فراقها. 
اكتئاب بمُسببات تتخطي أسباب المنظور اللحظي..حياة كاملة في غير محلها، ثقافات مضادة تصر علي مطاردتي حتي داخل حدود منطقتي السكنية التي ما برحت تتدهور حتي انني أتنبأ بأنها ستصير قطعة من بولاق/امبابة بعد خمس سنوات.
اكتئابي هو اكتئاب من يعرف أكثر..اكتئاب من يقرأ أكثر..فالجاهل لا يحزن ولا يتأثر لأنه لم يفهم..أشعر بصفعة!..أشعر بأضطهاد و سوء حظ لعين كأن كل شئ يفشل معي أنا بالذات..كأنه مكتوب علي اسمي الا أخذ حقي او نصيبي مثل بقية الناس فأنا دائماً أول ورقة تدخل المفرمة عند الحساب..ربما لأنني متاح أكثر من اللازم، أو في المتناول أكثر من اللازم..برغم لساني السليط، و برغم يدي الطويلة التي تكتب وترسم وتسخر ولا تسكت..لكن تظل هذه الأمور ضمن نطاق التعبير المحمود غير المؤثر، ويظل وطئ رقبتي غير مُضر بالصحة.
كل هذا وسط ناس مؤمنة إيمان أوائل المسلمين بأن كل واحد مش من حقه يعمل اللي هو عايزه مادام مبيضرش أو بيأذي الآخرين!
هذه مُسببات لا تفهمها زوجات ولا صديقات 

هناك تعليقان (2):

  1. احجزلي مكان جنبك في نادي الإكتئاب،قبل ما يزدحم هو كمان!

    ردحذف
  2. انت تتكلم بلساني يا سيدي، شكرا لك.

    ردحذف