الاثنين، 7 يناير 2013

روايات بول أوستر في رواية واحدة

روايات بول أوستر في رواية واحدة
بقلم: جيمس وود
لم يتكلم روجر فاييدو مع أحد لمده عشر سنوات. حبس نفسه في شقته ببروكلين، مهووساً بترجمة وإعادة ترجمة نفس الفقرة القصيرة من "اعترافات" جان جاك روسو. منذ عشر سنوات، هاجم رجل العصابات تشارلي دارك فاييدو و زوجته. تعرض فاييدو للإيذاء حتي كاد يفقد حياته؛ ماري تعرضت للحرق، وأمضت خمسة أيام في العناية المركزة. في الصباح، يترجم فاييدو، وفي المساء، يكتب رواية عن تشارلي دارك الذي لم يُقبض عليه قط. يغرق فاييدو نفسه في الكحول بلا شعور. يشرب لدفن أحزانه، لينسي وجوده. رن الهاتف، ولكنه لم يجب عليه قط. في بعض الأحيان، تدخل هولي ستاينر غرفة نومه، وهي امرأة جذابة تعيش في الشقة المقابلة، وتقوم بخبرة بإيقاظه من غيبوبته. في أحيان أخري، كان يستعين بخدمات آليشا وهي ساقطة محلية. كانت عينا آليشا جامدتين، مليئتين بالأستهانة، كانتا عينا شخص رأي الكثير. وعلي الرغم من ذلك فأن آليشا كانت تحمل تشابها غريباً مع هولي، كما لو كانت "بديلة" هولي. وقد كانت آليشا هي من استطاعت أن تسعيد فاييدو من الهاوية. ذات نهار، وهي تتجول عارية في شقة فاييدو، أكتشفت مسودتين كبيرتين مرتبتين بعناية. واحدة كانت ترجمات فقرة روسو، كل صفحة تحمل تقريباً نفس المفردات، والأخري هي الرواية عن تشارلي دارك. بدأت تتصفح الرواية وهي تتمتم: "تشارلي دارك! أنا أعرف تشارلي دارك! أنا أعرف هذه البسكوتة الصلبة. الوغد كان عضواً في عصابة بول أوستر. أحب قراءة هذا الكتاب يا حبيبي، ولكني كسولة جداً، لماذا لا تقرأه لي؟" وهكذا كُسرت عشرة سنوات من الصمت. قرر فاييدو إرضاء آليشا. جلس وبدأ يقرأ الفقرة الأولي من روايته، الرواية التي قرأتها أنت للتو. 

هناك 3 تعليقات: