في العزلة، لم نعرف انها عزلة، فهكذا وعينا وعشنا وكبرنا. لكننا استدللنا عليها ببقايا غامضة من صور المخيلة الباهتة التي لم نعرف كيف ولا متي تكونت. نعيش حياة رجل واحد، نقتسم الطعام و الشراب و العمل و المشي و النوم، و كل شئ. رجل واحد له عددنا من الأعضاء و الأطراف. تسليتنا الوحيدة هي "الأحجار الطائرة". تلك الأشياء التي لم نفهمها و لكننا تعلقنا بها و أحببنها. تمر من فوقنا كل يوم عدة مرات، تقطع السماء بأتجاهات و زوايا مختلفة، و تصنع دائماً قوساً واسعاً ببطء ننتظره بشغف. أحياناً تظهر اثنتان في وقت واحد، و مرات ثلاثة. اه! السماء تبدو رائعة حينما يكون هناك ثلاثة منها في نفس الوقت. كنا نقلق من احتمال اصطدامها ببعضها و لكن الأحجار الطائرة كانت بارعة، تسير في مسارات لا تتقاطع. تبهرنا أكثر اللاتي تنخفض منها إلي أقرب مستوي من الأرض، نري تكوينها بوضوح. هيكل قائم علي التعامد، في مرة قال قائل: "كأنها صُلبان تطير". واحدة ممن اقتربن كان منقوش علي باطنها بأمتداد الهيكل: "QATAR"، و لم نفهم ما تعنيه. أؤمن-سراً- بأن هذه رسالة إتصال مع عالم آخر، لكني لم أخبر الرفاق بهذا. انتهي وجودنا، وما كان له إلا ان ينتهي، و تركنا أثراً وراءنا، نقشنا علي الصخر: "كنا هنا.. و لم نكن سيئين".
واو !
ردحذفالمصدر ؟
دي فقرة كتبتها في الجيش يا مروة.
ردحذف