الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011
الخميس، 24 نوفمبر 2011
"التخلّي"، فيليب روث
"التخلّي"
فيليب روث
ترجمة: أحمد مجدي
القسم الثاني: بول يحب ليبي
الفصل الثالث
اللحظة الأصلية لكل الأشياء. كل الأكاذيب و الأخطاء، و الآن تلك الأفكار. انهض و امض-كَتبَ، بينما الثلج يهطل علي نافذة مكتبه، علي مدينة أيوا، علي النهر، علي المرج، علي كل خططه و مبادئهُ الشجاعة. ابق هنا. ابق. أعطهم الوقت الذي يحتاجونه. سوف يزحف مندساً إلي سريرنا و يحرر "ليبي" البائسة. هل أنا مجنون؟ لا، اتركها تذهب، اسمح لـ "والاش" ان يصبح الجواب، هذا الفتي الناعم الثري الطفولي، الذي لا يهتم بكل شئ في العالم. ما أحسده عليه ليس المال بل تلك الحرية و الأريحية في شئونه. لكن تلك ليست طبيعتي. أي شئ يمكن أن يكون طبيعتك. اجعله طبيعتك! مستحيل. يجب عليّ فقط أن اكتب كل شئ. واحد، اثنان، ثلاثة، وهلم جرا. الخطوط العريضة، ما أريده و ما لا أريده. ما أنا عليه، و ما لستُ.
1. (واجه الأمر.) اتركهما يتبادلا القُبل في سريرنا، اتركه يلتهمها، يلاطفها، يدق وتداً تماماً في عنق إخلاصها لي. يأخذ إخلاصها عني! يُثنيها، يثيرها، يلقي عليّ التحية عند الباب، يقول: زوجتك فتحت ليّ كل شئ فم و ساقين و قلب. الآن نتركك. نتركك! ثم يرحلان! والاش سوف يسعدها. و لكن ما الذي لا يسعدها؟ التطور الطبيعي للحياة، مدخل جسور، حب إيثاري صادق، ثم الفتاة تتفتح و تتفجر، عد للحياة من جديد. الشجار و التشاحن و الخناق هو كل ما نفعله. عزيزتي سامحيني أنا متأسف. تَلوَّ. تَضرَع. تَذلَل. أين كانت خطيئتي؟ الخطيئة الاولي. هذه مراوغة و أنا أعلم ذلك. شئ ببساطة مفقود فيّ. كل ما حدث لا يحدث فقط هكذا. امض، احرز تقدماً. والاش يحملها بعيداً. الآن 2. واجه رقم2.
2. مارج. غريبةُ. وجه مختلف، هل هذا كل ما في الامر؟ كم من الوقت يمكن أن اتمسك بقصة انني تعرضت للإغواء؟ ليس طويلاً. دعوة حزينة كئيبة، كانت تعلمُ ما كانت مقبلة عليه. و لكني كنت اعلم. تبكي. تتحدث بظهر والاش. فطر قلبي وصفها لوالاش بـ"عديم القلب"! هل يُعد هذا إغواءاً بكل مقاييس المُخيلة؟ من فضّ ملابس من؟ كم هي مختلفة-منذ البداية، مع ليبي العذراء. زوجتي. قمت أنا بالفض. أنا. أنا بلا نهاية. عندما اتصلتْ، عندما كنا فقط نشرب القهوة، ألم أكن أعلم حينها؟ كل حديثها عن الوحدة، كل الحديث عن الخيانة و التذّرع، و القلق البادي علي وجهي. ياللتعاطف. طوال الوقت أهز رأسي أجل أجل، فتاة بائسة.
3. مارج. اكتبها مرة أخري. مارجي. مارجي. مارخوري. قُل اسمي، قالتْ-و قلته. الان قل ما كنا نفعله-و امتثلتُ. ألعاب الشد و الجذب. كان بإمكاني حمل هذه الصناديق و الحقائب عبر السلم ودفعها داخل تاكسي حتي المحطة ثم الذهاب للمنزل. علمتُ منذ الدقيقة التي بدأنا فيها الحديث. و هل كنت احتاج ذلك؟ إلي عشر دقائق من الفوضي علي سرير والاش؟ و لكن لم يكن هناك مدعاه للقلق. فقط انتعاظ مسطح جميل، لكن بدون ليبي بأسفل. ليبي بأسفل! ليبي. زوجتي ليبي. ليبي و بول هيرز. ماذا بعد؟ ما بعد هو الآتي. استحثاث آخر ليضاجع زوجتي. قل ما كنا نفعله. قلها يا بول. ليبي. ليبي خاصتي. ضاجع ليبي خاصتي. خذ ليبي. خذ ليبي بعيداً!
4. اعتمدتْ عليّ؛ و أنا لم أفي بها. لا أستطيع التوقف عن تنظيم الأشياء. لم أستطع الرحيل وحيداً. الظروف. لا، أنا. لا! تزوجتها تحت ضغط المبادئ، حسناً. آمال. حب. اهتمام. اهتممت بها إلي أقصي مدي. للإرتقاء بحياتنا. لنكون سعداء. لنكون طيبين. ما يسبب الألم اني مازلت بحاجه إلي نفس الأشياء. ولا شئ أفعله يحققها. أضاجع مارج، انت تضاجع زوجتي. حسناً، توقف عن قولها.
5. ماذا أيضاً؟ وقت المراهنة؟ أخذ وقتي بينما والاش يشق طريقه. انتظار ليبي لحين تتخلص من إخلاصها. سوف تفعل. و هو سوف يفعل. ما لم أثُبطه. خذ سيارتك و احشرها فيـ! الأرجح انني أخفته. أخفتها. كلهم لا يعرفوني علي حقيقتي. قلتُ له ابق خارج حياتي عندما كنت أعني تفضل ادخلها. قَدِمْ للفتاة عرضاً محترماً-غير محترماً. حررنا من فضلك. كل شئ خرج عن السيطرة. لكن ليس بالكامل-حتي أسبوع مضي. لا، خرج عن السيطرة بعملية الإجهاض. لا، منذ أسبوع مضي مع مارج هويلز. فتاة سخيفة غبية، و كان هذا أكثر فوضوية مما حدث في ديترويت. إحساس هذه اللحظة تخلي عني. فوضي أكثر و هكذا. هل أعني هذا الكلام؟ عندما أشعر بالألم هل أشعر بالألم حقاً حتي؟ ماذا أفعل هنا بـ أيوا؟ مسألة الكتابة هذه. من الذي أحاول تقليده؟ آشر؟ لا، سوف أبدأ فهم اضطرابي. واصل الكتابة.
6. لماذا لا نخلف طفلاً الآن؟
7. ابدأ من جديد. مارس الحب معها. كن لطيفاً. كن ناعم الحديث. لكنها هي التي تعترض طوال الوقت. لا تترك لها الفرصة. سيطر من جديد. لكني لا أملك قوة متبقية.
8. احصل علي القوة. لملم شتات نفسك. احصل علي القوة.
9. افترض مارج تخبر والاش. فيخبر ليبي. إذن أُخبرها بنفسي. اعترف. ابدأ من جديد. نحن صغار. امتلكت الجرأة لرفض سيارة والاش. و لكن ما المغزي؟ كنت أحاول ممارسة القوة. اعرف ما انا عليه. لن أحاول اجتذاب ليبي، لأنني رأيتها مُجتذبة. لقد غيرت رأيي حتي: مارس معها حباً مكتملاً. المسها. لا أستطيع ان المسها. افعلها! سدد إصبعاً و افعلها! مرة، ثم اثنين، و بعدها ستعود الحياة مسرعة مرة أخري. اعرف ان هذا ليس جنوناً. طبيعي تماماً، إزاحه جبل في حياتي. فقط ابداً مرة أخري من الناحية الأخري. و لكني فشلت.
10. الوصية العاشرة. لا شئ. إنها تعود إليهما. لقد تنحيت. والاش و ليبي. ليبي و والاش. بول هيرز. هل يعرفان؟ هل تعرف ليبي؟ هل تستطيع ان تري انني أريد لها الأفضل فقط؟ صدقيني يا ليب! منذ البداية. منذ اليوم الأول، و لازلت. هل أنا فقط غبي؟
*
منتصف الليل. ليبي اعترفت. والاش قَبّلها. بَكتْ لساعة. لا شئ آخر حدث. لا شئ. فتاة رائعة. فتاة رائعة. سوف أُنهي كل هذا. كل كلمة. ابدأ من جديد. حاول!
السبت، 19 نوفمبر 2011
الجمعة، 18 نوفمبر 2011
المرأة التي تَخُصه
متعته كانت تكمن في تخيل مذاق أحضان الغرباء من النساء. و هي متعة تُماهي هواية التأمل القديمة التي لازمته، و التي لم يحتج هذا الفعل لسواها، مع بعض من الفطنة و دقة الملاحظة و التحليل، و قليل من الفيتيش.
المفاضلة كانت دوماً بين قياسات عرض الصدر، و حجم الثديين، و امتلاء الذراعين، و ربما نوع الملابس أو ألوانها. هكذا كان الغرق يبدو مثالياً و مثيراً للخبال بين مئات من أحضان العابرات التي لم يذقها و إن انتوي، و منعته تقاليد الحضارة.
و لكن كان للأمر مذاق مختلف معها، فهي المرأة التي تخصه، و لايبدو الحديث عن صدرها أو ثدييها أو ذراعيها مُدراً للإنتعاظ الصافي البارد، دون لمحة ضرورية و مختلفة من الدفء و الأصالة و الإستسلام. الإستسلام هنا للمصير المحتوم، المرتبط حتماً بالتخلي عن أحلام ذات طابع صبياني، و مَجد غير مضمون. لا شئ مضمون سوي ذراعيها. هما حقيقيتان، دافئتان، و هما تحبانه، و تحرصان عليه بالقدر الذي يكفي لدفعه لشراء نفسه بالبقاء بينهما آمناً مطمئناً.
الغرض منها في البداية كان مدفوعاً بشهوة الإحتضان و التقبيل، لكن فكرة "شراء نفسه"-علي أنانيتها- عبرته وهو يُضيّق ذراعيه علي جانبي إبطيها الرقيقين. الرجل بحاجه إليها، تلك المرأة الدائمة، المرأة المخلصة، الدافئة، الحقيقية، المتضادة مع الطريق المجنون، و المتسقة مع الطريق الآمن. قلب ينبض من وراء ثدي يضغطه إلي صدره و يشعر بإكتماله، واعداً بجنس طويل مشوب بالحب و التفهّم.
إلا انه، مُثقلاً بفشل الآخرين، يخبرها بحروف متآكلة أن علاقتهما منتهية، عالماً أنه يختار بذلك، مواجهة نظراتها و اتهاماتها له بالإنتهازية و الخيانة، و تحمل الإرتجافات المتباعدة لقلب ليبرالي واسع يموج أحياناً بالحنين الجالب للدمع الصادق في فوضي الحياة، و إرهاق رص الكلمات.
الخميس، 17 نوفمبر 2011
الأربعاء، 9 نوفمبر 2011
صُلبان تطير
في العزلة، لم نعرف انها عزلة، فهكذا وعينا وعشنا وكبرنا. لكننا استدللنا عليها ببقايا غامضة من صور المخيلة الباهتة التي لم نعرف كيف ولا متي تكونت. نعيش حياة رجل واحد، نقتسم الطعام و الشراب و العمل و المشي و النوم، و كل شئ. رجل واحد له عددنا من الأعضاء و الأطراف. تسليتنا الوحيدة هي "الأحجار الطائرة". تلك الأشياء التي لم نفهمها و لكننا تعلقنا بها و أحببنها. تمر من فوقنا كل يوم عدة مرات، تقطع السماء بأتجاهات و زوايا مختلفة، و تصنع دائماً قوساً واسعاً ببطء ننتظره بشغف. أحياناً تظهر اثنتان في وقت واحد، و مرات ثلاثة. اه! السماء تبدو رائعة حينما يكون هناك ثلاثة منها في نفس الوقت. كنا نقلق من احتمال اصطدامها ببعضها و لكن الأحجار الطائرة كانت بارعة، تسير في مسارات لا تتقاطع. تبهرنا أكثر اللاتي تنخفض منها إلي أقرب مستوي من الأرض، نري تكوينها بوضوح. هيكل قائم علي التعامد، في مرة قال قائل: "كأنها صُلبان تطير". واحدة ممن اقتربن كان منقوش علي باطنها بأمتداد الهيكل: "QATAR"، و لم نفهم ما تعنيه. أؤمن-سراً- بأن هذه رسالة إتصال مع عالم آخر، لكني لم أخبر الرفاق بهذا. انتهي وجودنا، وما كان له إلا ان ينتهي، و تركنا أثراً وراءنا، نقشنا علي الصخر: "كنا هنا.. و لم نكن سيئين".
الأحد، 6 نوفمبر 2011
السبت، 5 نوفمبر 2011
عيد سعيد و مقابلة
عيد أضحي سعيد للجميع :))
هذه مقابلة مع فيليب روث يتحدث فيها عن مسيرته كروائي و تأثره بهنري جيمس و فرانز كافكا، و فشله المبكر في الكتابة المسرحية.
تستحق المشاهدة.
الخميس، 3 نوفمبر 2011
التقدير
التغييرات الجديدة بالمنزل و الغرفة. الدش الساخن العميق. ملابس النوم المريحة. الطعام المنزلي المقدس. متعة إعداد كوب نسكافية. مرهم الوجه و البشرة البرونزية الجديدة. ملمس الماوس و أزرار الكي بورد. لون المدونة الأسود.
و أخيراً، الأستلقاء في السرير الدافئ بأنفاس لاهثة، بطفولتي، برهافتي، و بساقيّ الطويلتين.. و اجترار المُخيّلة المُنتعظة بسرور الخصوصية المُفتقَد.
و إظهار التقدير للحياة الملكية بكل صورها.
الأربعاء، 2 نوفمبر 2011
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)