الخميس، 28 أبريل 2011

الإنترنت القديم

أنا مفتقد جداً إنترنت 2006 و 2007 و 2008..ليه؟..لأنه كان انترنت هادئ، مفيد، ملئ بأصوات العقلاء و بأقلام الموهوبين، و ريشات الفنانين. و كانت هناك مساحات إبداع واسعة في المدونات علي تنوعها. 
حتي عندما بدأ الفيس بوك في الظهور. و تطوير نفسه ليستقبل مستخدمين عاديين و ليس فقط طلبة الجامعات الأمريكية، لم تكن إمكانياته قادرة علي منافسة عالم المدونات الشهي. 
ثم بدأ يتطور بشكل كبير و يغير مفهوم الأنترنت. و يحول فكرة (الكتابة) إلي (المشاركة و التعليق). و مع الأضواء الإعلامية عليه، و اجتذاب الأصدقاء لأصدقائهم صار عدد المستخدمين كبيراً فبالتالي بدأ يتحول تدريجياً لسوق متخم بالإعلانات و رجال المبيعات و رسائل السخام و الأكاونتات المضروبة المزعجة. 
في هذا الوقت كان تويتر أهدأ كثيراً. معظم مستخدميه هم المبرمجين و المدونين القدامي و النشطاء السياسيين. كان ساحة أخري للتدوين الجميل الهادئ. 
و كالعادة مع تسليط أضواء الإعلام عليه و أدواره الأخيرة الكبيرة في الثورة الإيرانية و الثورات العربية تحول تدريجياً إلي سوق مماثل لسوق فبس بوك. بل و ساحة عراك سياسية  أيضاً أحتلتها اللجنة الإلكترونية للحزب الوطني يوماً ما، و يقوم "الجيش الإلكتروني السوري" بشئ مماثل حالياً فيها. منتهي التقزز و القرف.

لهذا أفتقد المدونات التي كنت أحبها و التي هُزمت في المعركة الألكترونية أمام إغراء المواقع الإجتماعية. و أفتقد المحتوي الجميل المفيد علي فيس بوك و تويتر في بدايتهما في مصر و الوطن العربي. 

و لكن الأنترنت الان إلي أين؟..لن يقف الأنترنت عند فيس بوك و تويتر. فهو لم يقف عند المنتديات. و لم يقف عند المدونات. فما هو التالي لفيس بوك و تويتر؟ هذا هو السؤال. الموجة الأنترنتية الجديدة التي ستظهر و ستجتذب النخبة لفترة ما قبل أن تصير الموضة الجديدة بدورها. و إن كانت الفترة الزمنية بين الظهور و الأجتذاب لن تكون كبيرة مثلما كانت مع تويتر علي الأقل بطبيعة الحال و الظروف. 

هناك 3 تعليقات:

  1. بالأمس قرأت لـ( محمد جمال / جيمي هود) تدوينة مشابهة، لكنه كتبها منذ سنوات عن تأثير تويتر على التدوين..
    التطور الذي أصاب التدوين و الذي يعد إنحدار و ليس تطور أجده منطقي جداً !
    في الماضي كنا نستخدم الرسائل للتواصل الإنساني، ثم جاء الهاتف فإقتصر الأمر على حوار قصير، ثم الموبايل فتقلص الحوار إلى رنة أو رسالة قصيرة !

    حقيقةُ سيطرت فكرة ال Micro Blogging على الكثيرين، و الأقلية هي من ظلت تتواصل على تويتر و تكتب في مدوناتها، مع الأسف !
    رغم أن تويتر يختلف تماماً عن التدوين و يجدر إستخدامه فقط كوسيلة سريعة لنشر الأخبار و التواصل، لا التدوين !

    ردحذف
  2. نفس الاحساس الذي يجتاحني بعد عودة النت ايام الثورة.
    لم اعد اري في تويتر ذلك النهر الممتع الذي ابحر فيه وانساب معه بالساعات.
    اصبح كنهر السيارات وسط ازدحام القاهرة.
    انا في انتظار الموجه القادمة مثلك يا صديقي .
    واتمني ان اكون من مؤسسي اموجهة التالية لها-:) مجرد احلام :).

    ردحذف
  3. هاها و ماله يا حلمي ما أنتا جامد دلوقتي. فين أخر أعمالك؟

    آيه. انا شاغلني الموضوع ده برضة من زمان و كتبت عن الفيسبوك بالتحديد كتير في المدونة دي.
    اللي أنا شايفه أن تويتر كدة هيخلي الكتب الورقية تنتعش تاني.

    ردحذف