الثلاثاء، 22 مايو 2012

النجدة!

 كان ذهني قد صفا حينئذ، وتحددت علاقتي بالنهر انني طاف فوق الماء ولكنني لست جزءاً منه فكرت انني اذا مت في تلك اللحظة فانني اكون قد مت كما ولدت ، دون ارادتي. طول حياتي لم اختر ولم اقرر. انني اقرر الان انني اختار الحياة. سأحيا لان ثمة اناس قليلين أحب ان ابقي معهم اطول وقت ممكن ولأن علي واجبات يجب ان اؤديها .
لايعنيني ان كان للحياة معني او لم يكن لها معني. واذا كنت لا استطيع ان اغفر فسأحاول ان انسي. سأحيا بالقوة والمكر. وحركت قدمي وذراعي بصعوبة وعنف حتي صارت قامتي كلها فوق الماء. وبكل ما بقيت لي من طاقة صرخت ، وكأنني ممثل هزلي يصيح في مسرح : "النجدة. النجدة.". 

الطيب صالح - موسم الهجرة إلي الشمال.

هناك تعليق واحد: