هذه الرواية بالذات - التي نشرها بول أوستر في 2009- عليها خلاف كبير، و أستقبلت آراءاً متضاربة، فبرغم الريفيوهات الإيجابية التي تلقتها الرواية من جرائد مثل نيويورك تايمز و خلافه -جهات إعلامية ضخمة مثل هذه لا أثق بنزاهتها- إلا أن الكثيرين أيضاً كرهوها، خاصة نهايتها.
الرواية مكتوبة بمزاج و تأني شديدين، برغم الأحداث السريعة، المشوقة، التي تبدأ ببعض الصدف و الغرائب، لتغوص في الدراما الجنسية، لتنقلب بعض ذلك فجأة لجريمة عنيفة، تترك آثارها علي الأبطال عبر الزمن، من 1967 و حتي 2007 الزمن الذي تنتهي فيه أحداث الرواية.
عبقرية هذه الرواية من وجهة نظري و ما أعجبني بشدة فيها - برغم بساطة لغتها، و عدم احتوائها علي أي تعقيد أو تشبيك فلسفي- هو أنها تحوي قصصاً قصيرة داخلها كرواية، و أن هناك أكثر من قصة بداخل القصة. فمثلاً، البطل داخل الرواية آدم والكر يكتب رواية حول الأحداث التي حدثت له في 1967، و التي قرأناها نحن في بداية الرواية، ثم يموت آدم قبل أن ينهي الأحداث، و يرسل المسودة لصديقه لكي يكملها، فيضطر صديقه للسفر و محاولة تقصي الأحداث التي لا يعرفها، و مقابلة شخصيات من عالم آدم، و لنعرف نحن أيضاً ماذا حدث لهذه الشخصيات، و كيف سارت الأمور بعد 1967 !
هل تري هذا العبث؟
لا خلاف لدي علي جمال الأجزاء الثلاثة الأولي من الرواية..تشويق كبير، Page-turner كما يقول الأمريكان، مليئة بالتفاصيل الشخصية - و هو ما يلقي بالظل علي أن آدم به الكثير من بول أوستر نفسه، لو تتبعت تاريخ سفريات أوستر، و حتي نفس الجامعة التي درس بها، هي جامعة آدم بالرواية- و ببعض الالاعيب العابثة التي نراها في الأفلام فننتشي من الإثارة. بعض المشاعر الحميمة كذلك، التي يخوض فيها أوستر بجرأة، بأسلوبه السلس، الذي يصف الأشياء و المشاعر بسهولة، لا تشعر معها بالتطويل، برغم أنها تأخذ مساحة كبيرة.
المشكلة فعلاً بالنهاية، و التي أراد لها أوستر أن تظل غامضة، و أن يظل القارئ محتاراً في تصديق الاعيب بعض الشخصيات، أم دحضها. لكن هناك شخصية تركها أوستر دون أن يكمل تطويرها و هي شخصية "مارجوت" الفتاة الباريسية الغامضة - الأحداث تدور بين نيويورك، و باريس، و جزيرة نائية في المحيط، بين 1967 و 2007، مروراً بالحرب المصرية الإسرائيلية، و بالإضطرابات الفرنسية الداخلية في السبعينات- التي لم تتناولها نهاية الرواية. و النهاية عموماً جاءت قصيرة مقتضبة بشكل مستفز، لم يُفسر الغموض.
المشكلة مع أوستر أنك لا تعرف الفارق بين "الكتابة" و "الحياة"..فهو يمزج بين الأثنين بطريقة مدهشة، لهذا تري في كتاباته نفس غموض و دهشة الحياة الطبيعية، و لا تنتظر منها تفسيراً لأحداث غير عادية، سوي ما يمكن أن تمنحك إياه الحياة في ظروف مماثلة.
لهذا رأي قراءه المعتادون الرواية رائعة.
غلاف الكتاب
"Sinuously constructed in four interlocking parts, Paul Auster’s fifteenth novel opens in New York City in the spring of 1967, when twenty-year-old Adam Walker, an aspiring poet and student at Columbia University, meets the enigmatic Frenchman Rudolf Born and his silent and seductive girfriend, Margot. Before long, Walker finds himself caught in a perverse triangle that leads to a sudden, shocking act of violence that will alter the course of his life.
Three different narrators tell the story of Invisible, a novel that travels in time from 1967 to 2007 and moves from Morningside Heights, to the Left Bank of Paris, to a remote island in the Caribbean. It is a book of youthful rage, unbridled sexual hunger, and a relentless quest for justice. With uncompromising insight, Auster takes us into the shadowy borderland between truth and memory, between authorship and identity, to produce a work of unforgettable power that confirms his reputation as “one of America’s most spectacularly inventive writers.”
Three different narrators tell the story of Invisible, a novel that travels in time from 1967 to 2007 and moves from Morningside Heights, to the Left Bank of Paris, to a remote island in the Caribbean. It is a book of youthful rage, unbridled sexual hunger, and a relentless quest for justice. With uncompromising insight, Auster takes us into the shadowy borderland between truth and memory, between authorship and identity, to produce a work of unforgettable power that confirms his reputation as “one of America’s most spectacularly inventive writers.”
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق