الثلاثاء، 29 مارس 2011

living on the internet


الأحد، 20 مارس 2011

City Of Glass - Paul Auster



تاني كتاب أخلصه لأوستر في أسبوع. الراجل ده أكتشاف. 
City of Glassهي الجزء الأول من "ثلاثية نيويورك" أهم أعمال أوستر، أو خلينا نقول أشهرها. اللي طلعت منه بالرواية دي هي أني هقرا كل الكتب اللي كتبها أوستر. هو كتب حوالي 15-16 رواية مش فاكر، مع شوية كتب تانيين non-fiction
الرواية دي متفهمتش لما نزلت، و كل الناس شتمت فيه. مليانة غموض، و حاجات كتير مش متفسرة. شبه مسلسل Lost بالظبط في أوله. لكن ده بالنسبة لي كان fine by me جداً. و كنت مستمتع بطريقته في الكتابة، و اللي واضح أنها أسلوبه المميز - راجع Invisible - و هو العبث و المواقف الغريبة المركبة، اللي بيخليك تتجنن و أنتا بتقراها، مع أنه محافظ علي أن الأمور تفضل في نطاق الواقعية Reality و متخرجش للغرائبيات، و ماوراء الطبيعة و الكلام ده. و من هنا تأتي المتعة. 
في أول صفحات City Of Glass هتلاقي واحد بيتصل بالبطل في البيت، بيقوله ممكن أكلم بول أوستر ؟؟ تعرف أن أوستر بيهرج مع القارئ بتاعه علي طول. بعد شوية، قرب نص الرواية كدة، شخصية بول أوستر دي نفسها بتظهر !! البطل بيقابل بول أوستر في الرواية ! 
تهريج و قلة أدب. أول مرة في حياااتي أشوف كاتب يعملها. و علي هذا المنوال تستمر الرواية العجيبة، و كالعادة بيمارس هوايته المحببة في الآخر أنه يكشف لك الراوي الحقيقي للأحداث. 
ده غير الأفكار الغريبة اللي تناولها في الرواية من خلال المناقشات بين الشخصيات حوالين مواضيع زي دون كيشوت، و إزاي ثربانتس ممكن يكون سرق النص الأصلي للقصص من مؤلف عربي. أنا أشتريت ترجمة لعبد الرحمن بدوي للنصوص الأصلية (الكتاب للجميع - إصدار مجلة "القاهرة" كانت بتنزل عن وزارة الثقافة) مخصوص عشان أعرف ايه الحوار ده.
موضوع تاني هو العالم الغريب اللي بيحاول يألف لغة جديدة، لأنه شايف أن اللغة الحالية بتفرق الناس عن بعضها مش بتقربهم. 
مع الكثير من التلميحات و المعلومات البسيطة عن شعراء معروفين زي جون ميلتون مؤلف "الفردوس المفقود" - واضح أن أوستر متأثر جداً بالعمل ده بالذات لانه اتكلم عنه في Invisible برضة - و اللي بقت شبه تيمة في كتابات أوستر، لأنه كان شاعر و نشر كتاب فيه المجموعات الشعرية بتاعته. 
الرواية بشكل عام عجبتني، و أستمتعت جداً بقرايتها، خصوصاً مع تركيز أوستر علي الحاجات اللي شخصياته بتعملها، و بتقولها، و إهماله الجزئي للسرد الطبيعي، أو الأستطرادي. الشئ اللي مخلي الرواية في النهاية أشبه بالفيلم. بمعني أنك مش هتعرف غير اللي أنتا شايفه. 

و أخيراً؛ الرواية دي اتعملت جرافيك نوفل - قصة مصورة ..أرجوكوا اللي يلاقيها يقولي. 
 

ياريت برضوا لو تقروا الريفيو ده لواحدة مفهمش الرواية و شبه كرهتها. لانه بيوضح رؤية أو إحساس بعض الناس المتمسكين جداً بالواقعية و بتفسيرات الاحداث، و دول غالباً مبيمشوش مع كتابات بول أوستر. 
                       

و إلي اللقاء مع ريفويهات كتب أخري. 

أنا عاوز من ده :)


السبت، 19 مارس 2011

ما حدث اليوم

التاريخ ده مهم، صح؟ 19 مارس..مش مهم عشان نتيجة الأستفتاء، لكن مهم عشان نزّل المصريين يصوّتوا، و نشوف اللي شفناه النهاردة ده. شفت حاجات مكنتش بشوفها إلا في أوروبا و أمريكا و الله. لكن أنا منتظر أيام الأمتحانات الحقيقية في انتخابات مجلس الشعب، و انتخابات الرئاسة.  رأيي أن النهاردة ده كان بروفة، و لكنها كانت بروفة حلوة.
الأول صحيت الساعة 9. أنا من التعساء اللي باباه و مامته راحوا معاه، كأننا رايحين نصلي العيد، و دي المناسبة الوحيدة اللي بننزل فيها مع بعض من البيت كدة. كانوا لابسين لبس خروج و فرحانين أوي معرفش ليه، بصيت لهم بأستغراب، و ضربت الجينز و الشبشب. دي فكرتي عن التحرر الكسائي، لكن المفروض أن عندي أحسن من كدة، بس مش لاقي الفرصة أعبر. 
و احنا ماشيين في الشارع رايحين قابلنا جيرانا في المنطقة كتير راجعين. إحساس غريب موت. المهم وصلنا علي الساعة 10 بالظبط..أول ما قربنا من مكان اللجنة فلت مني الهتاف غصب عني : "يا دييييييييين أمي !!!"..مكنتش متوقع اللي شفته ده خالص، لأني تقريباً صحيت، فطرت، لبست، نزلت. مشوفتش تليفزيون، ولا فتحت الإنترنت. 
طابووووووووور يا ريس. طابوووووووووووور من أول باب اللجنة في شارع وادي النيل، ولافف لولبي لحد نص شارع شهاب !! اللي هو لو طابور عيش، ولا طابور قبض معاشات الناس مش هتقف كدة. مشينا بتاع ربع ساعة عشان نوصل لأخر الطابور و وقفنا. مفيش دقيقة وقوف ببص ورايا لقيتلك بتاع خمسين واحد معرفش جم امتي. طبعاً احنا عملنا ثورة، بس لسه التمييز العنصري موجود. فكان فيه طابور للرجال، و طابور أخر أقصر لسيدات و مزز المنطقة. كل الطوائف كانت موجودة، و الروح المعنوية كانت مرتفعة، و الناس بتضحك. قابلت عيال كتير صحابي، و وقفت ورا واحد صايع لابس شورت و تي شيرت. حسدته بصراحة. كان فيه واحد مشغل أغنية "صوت الحرية" بصوت عالي، و الناس كانت بتتناقش بهدوء، و الطابور كان سلمي جداً و لذيذ و حضاري. أفتكرت نظيف، و عمر سليمان، و قلت الله يمسيهم بالخير، فينهم دلوقتي ييجوا يتفرجوا علي المصريين غير المستعدين للديموقراطية.
علي الساعة 11 تقريباً كنت وصلت لباب اللجنة، بعد ما الموضوع قلب برخامة و شمس، و خناقات بسيطة علي الدخول. بالمناسبة اللجنة كان بيأمنها مقدم من الشرطة العسكرية، و كان فيه ظابط شرطة برضة واقف بعيد (هئ هئ، شوشو !!). 
المهم دخلنا و أدّينا واجبنا الوطني و خرجنا. و كل سنة و أنتوا طيبين. و أنا متوقع أن النتيجة تطلع 64% نعم. 
المُشاهدات بقي متتحكيش بجد، من الناس العواجيز اللي شفتهم، ستات و رجالة. للراجل الجدع صاحب عربية نقل فرشها كراسي، و ركب الناس وداهم اللجنة و رجعهم تاني. للناس اللي كانت ماسكة علم مصر، و لابساه. أنا مش وطني patriot للدرجة دي، لكن حسيت بطعم الحرية النهاردة، و كان جميل، لأنه حسسني بإنسانيتي.
و الآن أترككم مع رائعة روبي؛


علي فكرة النهاردة يوم مش طبيعي علي الشبكات الإجتماعية، للأسف تفاصيله هتضيع لأن مفيهاش أرشيف، بس حاولوا تستمتعوا بيه ع الأقل النهاردة، لأن خبرات الناس و مواقفها النهاردة تجنن.

الخميس، 17 مارس 2011

voting in the time of Cholera..

قعدنا النهاردة مع المشرفين للمرة الأولي بعد تأجيل الميعاد الأول. أتضح أن فيه 3 غيري واخدين نفس المشروع بتاعـي. اول واحد بيتكلم بيعرض رؤيته للمشروع، ألاقيه بيقولك عايز يعمل تكامل بين مدينة الإنتاج الإعلامي القديمة، و بين المشروع. طاااااااايب، براحتكوا، و لو أننا مش هنخلص كدة. حاسس أنني هبتدي أكره العيال اللي واخدين نفس مشروعي دول، بأستثناء مدحت. بس برضة نفتكر أن فيه 7 واخدين مشروع خان القاهرة الدولي. أنا مهما قالولي هفضل شايف أننا ناخد نفس المشروعات ده غباء و عدم إحساس بالطلبة. يقولك بتعملها المكاتب الكبيرة، ماشي..بس دي بتبقي نازلة لها كراسة شروط و بتجيلهم نفس البيانات موحدة من الحكومة. لكن احنا لسه هنجمع بيانات بنفسنا، و كل واحد عاوز يخبي معلومة من التاني، و حاجة بيض. 
د. أبو الفتوح طبعاً كان عمال يهرج، و بيجر شكل د. عباس لمناقشات سياسية، و في نفس الوقت هو بيخلص - بحماس- علي الباتون ساليه الموضوع علي المكتب. أنا بحب الراجل ده بجنون. بيفكرني بشخصية البروفيسور شيلبي - بكسر الشين - اللي كتبها د.أحمد خالد في سلسلة سفاري. 
عايزين نشتغل شغل كويس الأسبوع ده، و الاهم يكون شغل محدش اشتغله من العيال دي، و بيطرح رؤية جديدة. اللي هو أنا مش فاضي و مش في المود أني أعمل شغل تقليدي، الافي نفسي مطالب كمان أني أعمل شغل مش تقليدي. 

و أنا راجع شفت شبه خناقة في الحتة اللي فوق مترو البحوث. يبدو أن فريق من الشباب المضحوك عليهم متحمس أنه يقنع الناس بحاجه بحاجه معينة يصوتوا بيها. فالناس أشتبكت معاهم، مش عارف ليه بالظبط. برضة و أنا خارج من الجامعة فيه شباب بتوزع ورق عشان كله يصوت بنعم، الكلام ده علي البوابة. 
الموضوع كله وساخة و قلة أدب..مستكترين علينا نفكر و ناخد قرارتنا بنفسنا، لا كل واحد عامل فيها المفكر الأوحد، و فكرنا لك، و ده الأختيار الانسب ليك ولينا كلنا، و برضة نفس الأسلوب الأهبل بتاع أي انتخابات..شوية ورق، و وزع يا عم الحاج. و بعدين أنا مش شايف مصلحة لأي كائن او جهة في أي من نتيجتي الأستفتاء. لا نعم هتفيد الإخوان. و لا لا هتفيد عملاء أمريكا. (معرفش مين هم عملاء أمريكا دول بصراحة، احتمال أنا أطلع أنا عميل و أنا معرفش، عشان بتفرج علي أفلام أمريكاني كتير). المصيبة الأفدح بقي الفيديو بتاع أون تي في اللي طالع لي فيه كام واحد مشهور عشان يقولك صوت بـ لا و خد خمسة معاك. يا نهار أسود !!  أنتوا متأكدين أن الإعلان ده كدة قانوني ؟!!
و لا الصحفيين و الكتاب اللي عايزين يفرضوا رأيهم، و كل واحد كاتب مقال هيقول ايه و ليه. هو فييييييه ايه؟؟..ما كل واحد - لا مؤاخذة- يخلي رأيه لنفسه و ميحاولش يأثر علي غيره. هو أنتوا ليه معتبرين الموضوع دعاية انتخابية؟ هو مش ده استفتاء علي قرار وطني يمسنا كلنا؟ و المفروض أن مفيش حد مستفيد منه بشكل شخصي؟..احنا منعرفش نعيش من غير جو المصالح و التربيطات ده؟
و بعدين فيه غموض كبير حوالين موضوع السيناريوهات بتاع الأحتمالين آه أو لا. معرفش الغموض ده لمصلحة مين، بس ده اللي مسبب الأنقسام العجيب اللي حاصل في الشارع و حتي في أوساط المثقفين. لما يبقي أحمد خالد توفيق و فهمي هويدي مثلاً بيقولوا نعم للتعديلات، و في نفس الوقت محمد البرادعي و عمرو حمزاوي و عمرو خالد - علي سبيل المثال و دول اللي جم في دماغي مش أكتر- بيروجوا لأنك تقول لا يبقي فيه حاجة غلط من الأول. يا اما الأستفتاء ده فكرته غلط. يا اما وقته غلط. 
و حتي علي مستوي صحابي..سواء أصحابي العاديين في الكلية و غيرها، أو أصحابي من المثقفين. منقسمين انقسام شنيع. و المشكلة أن الحاجات دي بتزعل ناس من بعضها دلوقتي، لأننا بقينا ناخدها علي أعصابنا أوي. زي ما قلت الأستفتاء ده فكرته غلط، و وقته كمان غلط.  
أنا لما حد بيسألني هَتصوّت بإيه، بقوله أنا مش هصوّت أصلاً.



الاثنين، 14 مارس 2011

bored to death

ميني سيريس من موسمين، من إنتاج شبكتي المفضلة HBO..ملل فعلاً حتي الموت في الحلقات الأولي، حتي انني نسيت أمره فترة طويلة، و لكني اليوم شاهدت بقية حلقات الموسم الأول مرة واحدة. منذ الحلقة السادسة تحديداً انفجر المسلسل بهيستريا العبث و التهييس، و اخرج أبطاله كل ما عندهم مع تحسن الكتابة بشكل غريب منذ هذه الحلقة بالذات. تيد دانسون بكاريزمته و خفه دمه الفظيعة، و زاك جاليفانكس الغني عن الذكر طبعاً، و الضلع الأخير بطل المسلسل جيسون شوارتزمان، الذي يجسد شخصية جوناثان إيمز الحقيقية، و هو منتج المسلسل و مؤلفه، و المتأثر في تيمه المسلسل بشكل واضح ببول أوستر(كاتب لم يعد قادراً علي الكتابة، فيجرب العمل كمحقق سري غير مرخص)، و قد أورد ذكره في إحدي هذه الحلقات الأخيرة من الموسم. الأمر الذي صار طبيعياً بالنسبة لي، فبما أنني أقرأ لبول أوستر حالياً، فمن الطبيعي أن أراه حولي في كل مكان. 
تحمست فجأة للموسم الثاني، و لا أدري لماذا صرت أحب شخصيات المسلسل برغم مللي منهم في بداية الموسم. 


الأحد، 13 مارس 2011

Vampire Diaries, Drop the Vampire.

كان عندي النهاردة مناقشة مشروع بحثي، و إعلان نتائج تنسيق المشرفين. الغريب أني كسبت في الأتنين، و ده شئ مبيحصليش كتير. في الإشراف اتحطيت في المجموعة اللي كنت كاتبها رغبة أولي، مع د. أبو الفتوح، و د.عباس..راجعوا التدوينة القدييييييمة دي
و في المناقشة تقمصت روح سيبويـه، و استطردت بلغة أكاديمية حول النقطة البحثية التي كنت أهذي فيها طوال التيرم السابق، و النتائج  الخائبة التي توصلت لها. في الأول أبدي رئيس القسم إعجابه بوسامتي، مما أثار ريبتي في البداية، لكنه بعد ذلك ناولني سؤالاً حول أخر صفحة في بحثي! شايفك كاتب المصادر و المراجع، ايه الفرق بينهم؟..جاوبته، فسلم عليّ، و قال لد. أبو الفتوح، الواد ده كويس.
خرجت من الكلية بعد ذلك، عرجت علي ديوان، اشتريت رواية (أبو عمر المصري) لـ عز الدين شكري، ثم روحت. عرجت في طريق عودتي علي إسلام فهمي. جلسنا في مقهي نتكلم، و نشاهد فيلم "أيظـن" الذي أصابنا بالإعياء. يريد إسلام كتابة رواية حول شئ ما، تكلمنا قليلاً حولها، و حول أخر الأخبار، ثم أستقللت ميكروباصاً ذي سائق أرعن لأعود للمنزل. 
بعد الغذاء أشتبكت في حروب عنيفة أونلاين مع مدحت، الكثير من المتعة و التدمير مع لعبة Medieval 2 : total war الشبكية. الآن أريد أن أقرأ شيئاً و أنام. غداً إجازة، لكن علي أن أفعل أي شئ في المشروع، لأننا سنجلس مع المشرفين يوم الثلاثاء، و ليس من اللائق أن أذهب بيدي فاضية. أريد أيضاً الذهاب لمهرجان سور الأزبكية، لكي أشحن من عندهم من تلك الكتب رخيصة الثمن، و أتوقف عن الشراء من ديوان لفترة. أنا بحاجه لخطة زمنية إذن.
 

السبت، 12 مارس 2011

Invisible - Paul Auster

هذه الرواية بالذات - التي نشرها بول أوستر في 2009- عليها خلاف كبير، و أستقبلت آراءاً متضاربة، فبرغم الريفيوهات الإيجابية التي تلقتها الرواية من جرائد مثل نيويورك تايمز و خلافه -جهات إعلامية ضخمة مثل هذه لا أثق بنزاهتها- إلا أن الكثيرين أيضاً كرهوها، خاصة نهايتها. 

الرواية مكتوبة بمزاج و تأني شديدين، برغم الأحداث السريعة، المشوقة، التي تبدأ ببعض الصدف و الغرائب، لتغوص في الدراما الجنسية، لتنقلب بعض ذلك فجأة لجريمة عنيفة، تترك آثارها علي الأبطال عبر الزمن، من 1967 و حتي 2007 الزمن الذي تنتهي فيه أحداث الرواية. 
عبقرية هذه الرواية من وجهة نظري و ما أعجبني بشدة فيها - برغم بساطة لغتها، و عدم احتوائها علي أي تعقيد أو تشبيك فلسفي- هو أنها تحوي قصصاً قصيرة داخلها كرواية، و أن هناك أكثر من قصة بداخل القصة. فمثلاً، البطل داخل الرواية آدم والكر يكتب رواية حول الأحداث التي حدثت له في 1967، و التي قرأناها نحن في بداية الرواية، ثم يموت آدم قبل أن ينهي الأحداث، و يرسل المسودة لصديقه لكي يكملها، فيضطر صديقه للسفر و محاولة تقصي الأحداث التي لا يعرفها، و مقابلة شخصيات من عالم آدم، و لنعرف نحن أيضاً ماذا حدث لهذه الشخصيات، و كيف سارت الأمور بعد 1967 !
هل تري هذا العبث؟

 لا خلاف لدي علي جمال الأجزاء الثلاثة الأولي من الرواية..تشويق كبير، Page-turner كما يقول الأمريكان، مليئة بالتفاصيل الشخصية - و هو ما يلقي بالظل علي أن آدم به الكثير من بول أوستر نفسه، لو تتبعت تاريخ سفريات أوستر، و حتي نفس الجامعة التي درس بها، هي جامعة آدم بالرواية- و ببعض الالاعيب العابثة التي نراها في الأفلام فننتشي من الإثارة. بعض المشاعر الحميمة كذلك، التي يخوض فيها أوستر بجرأة، بأسلوبه السلس، الذي يصف الأشياء و المشاعر بسهولة، لا تشعر معها بالتطويل، برغم أنها تأخذ مساحة كبيرة. 


المشكلة فعلاً بالنهاية، و التي أراد لها أوستر أن تظل غامضة، و أن يظل القارئ محتاراً في تصديق الاعيب بعض الشخصيات، أم دحضها. لكن هناك شخصية تركها أوستر دون أن يكمل تطويرها و هي شخصية "مارجوت" الفتاة الباريسية الغامضة - الأحداث تدور بين نيويورك، و باريس، و جزيرة نائية في المحيط، بين 1967 و 2007، مروراً بالحرب المصرية الإسرائيلية، و بالإضطرابات  الفرنسية الداخلية في السبعينات- التي لم تتناولها نهاية الرواية. و النهاية عموماً جاءت قصيرة مقتضبة بشكل مستفز، لم يُفسر الغموض.

المشكلة مع أوستر أنك لا تعرف الفارق بين "الكتابة" و "الحياة"..فهو يمزج بين الأثنين بطريقة مدهشة، لهذا تري في كتاباته نفس غموض و دهشة الحياة الطبيعية، و لا تنتظر منها تفسيراً لأحداث غير عادية، سوي ما يمكن أن تمنحك إياه الحياة في ظروف مماثلة.
لهذا رأي قراءه المعتادون الرواية رائعة.


غلاف الكتاب
"Sinuously constructed in four interlocking parts, Paul Auster’s fifteenth novel opens in New York City in the spring of 1967, when twenty-year-old Adam Walker, an aspiring poet and student at Columbia University, meets the enigmatic Frenchman Rudolf Born and his silent and seductive girfriend, Margot. Before long, Walker finds himself caught in a perverse triangle that leads to a sudden, shocking act of violence that will alter the course of his life.
Three different narrators tell the story of Invisible, a novel that travels in time from 1967 to 2007 and moves from Morningside Heights, to the Left Bank of Paris, to a remote island in the Caribbean. It is a book of youthful rage, unbridled sexual hunger, and a relentless quest for justice. With uncompromising insight, Auster takes us into the shadowy borderland between truth and memory, between authorship and identity, to produce a work of unforgettable power that confirms his reputation as “one of America’s most spectacularly inventive writers.” 

الخميس، 10 مارس 2011

Black Thema : audience > Performance

You see..أفضل شئ في حفل لايف لبلاك تيما، هو استمتاعك بكلمات أغاني في الحقيقة لها معني ! هذا بفرض أن نظام الصوت في المسرح من الدقة بحيث يسمح لك بهذه المتعة. 
أسوأ شئ بقي، هو أن معظم نوعيات هذه الأغاني لن تكون قادرة علي مجاراة رغبة الروك بداخلك، خاصة لو كان معظم الحضور حولك من الألتراس!

وراء الفردوس - منصورة عز الدين

أعترف أنني لم أفهم المغزي من الرواية، فهي تحتاج بالتأكيد لقراءة ثانية، أكثر تعمقاً..لكنها بالتأكيد قطعة أدبية فريدة، مليئة بإبحار ثري في عوالم الهلاوس و الأحلام و الأشباح. ممتعة كقراءة أدبية، و لكن يشوبها بعض التشويش قليلاً، خاصة مع تعدد الشخصيات إلي حد عدم القدرة علي متابعة الخيط أحياناً. 
تمتاز المؤلفة بأنتمائها للمدرسة الكلاسيكية في عقيدة الروائيين المصريين، و التي توصي بأن "تكتب عن ما تعرفه"، لهذا نجد التناول ملئ بالتفاصيل الشخصية، المُضاف إليها بالطبع الكثير من التحوير الضروري، لتصير (وراء الفردوس) درجة أخري في سلم التسلق الذاتي (البحث في أعماق الذات) الذي تمتطيه المؤلفة منذ روايتها الأولي (متاهة مريم). 
برغم أن الرواية تتحدث عن الماضي أكثر من الحاضر، و تُسرف كثيراً في سرد الخلفيات التاريخية للشخصيات، بل أنها كلها عبارة عن استطراد سلس بين دفتي حدثين رئيسين في أول صفحتين، و في أخر صفحتين. و ربما كان هذا جزءاً من السلم الذاتي كما قلت، قد تعقبها رواية أخري تستكمل الحاضر، و تفتح المستقبل. الحدث الأخير في أخر صفحتين هو ما أضاف للرواية قيمة كبيرة بنظري، و جعلني أعيد النظر في الأحداث كلها من البداية في ضوء المعطي الجديد في أخر سطر، بل و فكرت في مراسلة المؤلفة من أجل سؤالها حول هذه النقطة. 
لاشك أن الكتابة بديعة، و أن أثر الرواية في النفس جميل، لديها تلك القدرة العبقرية علي التنقل بين الشخصيات و الأحداث بسلاسة دون أن تشعر، حتي أني أري الرواية كلها قطعة واحدة، لا تحتاج لتقسيم الفصول، الذي لم ألحظه مع التدفق السردي السلس.  


هذه فقرة من الرواية : 
"لم يكن ذنب سلمي أن وعيها كطفلة تفتح في الثمانينات، هي مجرد مصادفة تاريخية بحتة أن يولد شخص ما في النصف الثاني من السبعينات، ليعيش معظم سنوات طفولته في واحد من أكثر العقود بلادة. 
ليس ذنبها بالتأكيد، إلا أنه مشكلتها الكبري علي الرغم من ذلك.
ماذا تتوقعون من طفلة الثمانينات تلك؟ هناك لم يكن إنترنت، ولا بلاي ستيشن، كيف يمكن لأحدهم أن يعيش بلا محرك البحث جوجل أو قناتي ديزني و سبيس تون؟! ثم كيف نثق في حكمه علي العالم و الأشياء؟! لم يكن هناك سوي الأتاري الذي يحضرها هشام معه في زياراته لأبيه كل صيف، و إعلانات طارق نور، الخطط الخمسية المزعومة، الكلام المتواصل عن البنية التحتية، مسلسلات "أبو العلا البشري"، "الشهد و الدموع"، و "يا أهلا بالسكان"، و الهوس بعام 2000 كأنما سيأتي ليغير كل شئ، و يمنحنا حياة أخري جديدة علي طريقة "انسف حمامك القديم".

ريفيو للرواية علي مدونة متخصصة في مراجعات الكتب، وجدته بعد أن كتبت البوست فأحببت أن أشاركه معكم..خاصة أن رأي الكاتب مختلف عن رأيي قليلاً.